فصل: من اسمه عثمان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الصلة **


  من اسمه عثمان

عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف المعافري‏.‏

من أهل قرطبة‏.‏

سكن إشبيلية يكنى‏:‏ أبا عمرو‏.‏

ويعرف‏:‏ بالقيشطيالي‏.‏

روى عن أبيه أحمد بن محمد‏.‏

وكان من جلة المحدثين وسمع مع أبيه علي أبي عيسى الليثي موطأ مالك رواية يحيى بن يحيى وتفسير ابن نافع‏.‏

وسمع من القاضي أبي بكر بن السليم وأبي بكر بن القوطية والزبيدي والأنطاكي وغيرهم‏.‏

وكان أبو عمرو هذا حضيراً للمؤيد بالله أمير المؤمنين هشام بن الحكم عند أبيه أبي القاسم‏.‏

قال ابن خزرج‏:‏ وكان أبو عمرو من أهل الطهارة والعفاف والثقة وروايته كثيرة‏.‏

وتوفي في صفر سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة وهو ابن ثمانين سنة‏.‏

وحدث عنه أيضاً أبو عبد الله الخولاني وابنه ومحمد بن شريح‏.‏

عثمان بن خلف بن مفرج الأنصاري‏:‏ من أهل سرقسطة يكنى‏:‏ أبا سعيد‏.‏

روى عن أبي محمد الأصيلي وغيره‏.‏

ورحل إلى المشرق لأداء الفريضة فحج وكتب بخطه علماً كثيراً‏.‏

وكان عالماً حافظاً ورعاً سمع منه القاضي محمد بن يحيى بن فورتش وغيره‏.‏

وتوفي سنة خمس وعشرين وأربع مئة‏.‏

عثمان بن علي بن مسلم بن علي السريجي الميورقي يكنى‏:‏ أبا سعيد‏.‏

روى بالعراق عن شيوخ لقيهم‏.‏

وسمع من عبد العزيز بن جعفر الأندي المعمر وصحبه بالأندلس زماناً واختص به‏.‏

ذكره أبو محمد بن خزرج وقال‏:‏ لقيته بإشبيلية سنة سبع وثلاثين وأربع مئة‏.‏

وكان من أهل الثقة والفضل ومولده سنة خمس وستين وثلاث مائة‏.‏

من سمه عثمان عثمان بن عيسى بن يوسف التجيبي‏:‏ من أهل طليطلة يكنى‏:‏ أبا بكر‏.‏

ويعرف بابن أرفع رأسه‏.‏

روى عن محمد بن إبراهيم الخشني وغيره‏.‏

وكان‏:‏ من أهل العلم البارع والذهن الثاقب حافظاً لرأي مالك رأساً فيه موثقاً وتولى قضاء طلبيرة‏.‏

ذكره ابن مطاهر‏.‏

عثمان بن دليم يكنى‏.‏

أبا عمر‏.‏

ذكره الحميدي ونسبه إلى جده وذكر أنه أخذ عنه بالجزيرة‏.‏

وكان من الفقهاء المذكورين والأدباء الصالحين‏.‏

سمع بالأندلس من غير واحد وتفقه ببجانة على شيوخها قبل الفتنة‏.‏

ومات سنة أربع وثلاثين وأربع مائة أو نحوها‏.‏

عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الأموي المقرئ المعروف‏:‏ بابن الصيرفي‏.‏

من أهل قرطبة من ربض قوته راشه منها‏.‏

سكن روى بقرطبة عن أبي المطرف عبد الرحمن بن عثمان القشيري الزاهد وعن أبي بكر حاتم بن عبد الله البزاز وأبي عبد الله محمد بن خليفة وأحمد بن فتح بن الرسان وأبي بكر بن خليل وأبي عثمان بن القزاز وأبي بكر التجيبي ويونس بن عبد الله القاضي وخلف بن يحيى وغيرهم‏.‏

وسمع من أبي عبد الله بن أبي زمنين كثيراً من روايته وتواليفه وسمع بأستجة وبجانة وسرقسطة وغيرها من بلاد الثغر من شيوخها كثيراً‏.‏

ورحل إلى المشرق ولقي بمكة أبا الحسن أحمد بن فراس العبقسي فسمع منه ومن غيره وسمع بمصر من أبي محمد بن النحاس وأبي القاسم عبد الوهاب بن أحمد بن منير وخلف بن إبراهيم بن خاقان وفارس بن أحمد وطاهر بن عبد المنعم وجماعة سواهم‏.‏

وسمع بالقيروان من أبي الحسن القابسي ومن جماعة سواه‏.‏

وقدم الأندلس واستوطن دانية حتى عرف بها‏.‏

وكان أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في معنى ذلك كله تواليف حساناً مفيدة يكثر تعدادها ويطول إيرادها‏.‏

وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته‏.‏

وكان حسن الخط جيد الضبط من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم متفنناً بالعلوم جامعاً لها معتنياً بها‏.‏

وكان ديناً فاضلاً ورعاً سنياً‏.‏

قال المغامي‏:‏ وكان أبو عمرو مجاب الدعوة مالكي المذهب‏.‏

وذكره الحميدي فقال‏:‏ محدث مكثر ومقرئ متقدم‏.‏

سمع بالأندلس والمشرق وطلب علم القراءات وألف فيها تواليف معروفة ونظمها في أرجوزة مشهورة وقال‏:‏ ومما يذكر من شعره‏:‏ قد قلت إذ ذكروا حال الزمان وما يجري على كل من يعزى إلى الأدب لا شيء أبلغ من ذلٍ يجرعه أهل الخساسة أهل الدين والحسب القائمين بما جاء الرسول به والمبغضين لأهل الزيغ والريب قال أبو عمرو‏:‏ سمعت أبي رحمه الله غير مرة يقول‏:‏ إني ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة‏.‏

وابتدأت أنا بطلب العلم بعد سنة خمس وثمانين وأنا ابن أربع عشرة سنة وتوجهت إلى المشرق لأداء فريضة الحج يوم الأحد الثاني من المحرم سنة ثمان وتسعين وحججت سنة ثمانٍ وقرأت القرآن وكتبت الحديث وغير ذلك في هذين العامين وانصرفت إلى الأندلس سنة تسعٍ وتسعين وهي ابتداء الفتنة الكبرى التي كانت بالأندلس ووصلت إلى قرطبة في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين والحمد لله على كل حال‏.‏

وقرأت بخط أبي الحسن المقرئ قال‏:‏ توفي أبو عمرو المقرئ بدانية يوم الاثنين في النصف من شوال سنة أربع وأربعين وأربع مائة‏.‏

وكان دفنه بعد صلاة العصر في اليوم الذي توفي به ومشى السلطان أمام نعشه وكان الجمع في جنازته عظيماً‏.‏

عثمان بن محمد المعافري يعرف‏:‏ بابن الحوت ومن أهل طليطلة يكنى‏:‏ أبا بكر‏.‏

سمع على أبي عبد الله الفخار وابن ذونين وغيرهما‏.‏

وكان من خيار المسلمين وأفاضلهم كثير التلاوة للقرآن مواظباً على شهود الصلوات في الجامع رحمه الله‏.‏

ذكره ابن مطاهر‏.‏

قال غيره‏:‏ وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وأربع مائة‏.‏

ومولده في شعبان سنة سبع وثمانين وثلاث مائة‏.‏

عثمان بن يوسف بن عبد الرحيم‏:‏ من أهل طليطلة‏.‏

روى عن أبي عمر الطلمنكي وأبي بكر بن زهر وابن عباس والتبريزي وغيرهم‏.‏

أجاز لابن مطاهر ما رواه في جمادى الأول سنة اثنتين وستين وأربع مائة‏.‏

ومن الغرباء عثمان بن أبي بكر بن حمود بن أحمد الصدفي يكنى‏:‏ أبا عمرو‏.‏

قدم الأندلس وأسمع الناس بها بعد أن تجول بالمشرق وأخذ عن علمائها ومحدثيها روى عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وهو أجل من لقيه من شيوخه وقال‏:‏ صحبته بأصبهان وكتبت عنه نحو مائة ألف حديث بخطي وقال لم ألق مثله في العلم والعمل وعن أبي عبد الله محمد بن علي الحافظ الفسوي وعن أبي الفضل مبارك بن علي الهراس وعن أبي الحسن محمد بن علي بن صخر وعن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن والصابوني وأبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبي الحسين عبد الملك بن سياوش الكازروني وأبي بكر المفيد وأبي ذر الهروي وكريمة بنت أحمد السرخسية وجماعة كثيرة يطول ذكرهم سمع منهم وكتب الحديث عنهم‏.‏

وقدم الأندلس سنة ستٍّ وثلاثين ودخل قرطبة في هذا التاريخ وأسمع الناس بها وحدث عنه مشيختها وعلماؤها وتطوف بسائر بلاد الأندلس نحو العامين وقدم أيضاً قرطبة مرة ثانية سنة ثمان وثلاثين فسمع منه أيضاً‏.‏

وكان حافظاً للحديث وطرقه وأسماء رجاله ورواته منسوباً إلى معرفته وفهمه‏.‏

وكان يملي الحديث من حفظه ويتكلم على أسانيده ومعانيه وكان عارفاً باللغة والإعراب ذاكراً للغريب والآداب ممن عني بالرواية وشهر بالفهم والدراية‏.‏

يجمع إلى ذلك حسن الخلق وأدب النفس وحلاوة الكلام ورقة الطبع وصفه بهذا غير واحدٍ ممن لقيه وجالسه‏.‏

وذكره أبو عمر بن الحذاء في كتاب رجاله الذين لقيهم فقال‏:‏ قدم علينا طليطلة وسنه يومئذ نحو الخمسين وكانت له روايةٌ واسعة ومعه كتب كثيرة من روايته بالعراق والشام والحجاز ومصر‏.‏

وكانت عنده غرائب تجول بالأندلس نحو عامين ثم انصرف إلى القيروان فوجهه الصنهاجي صاحب القيروان رسولاً إلى القسطنطينية ثم انصرف عنها‏.‏

وكان لي صديقاً وتكررت كتبه إلي من القيروان ثم صرفه الصنهاجي إلى القسطنطينية فمات في طريقها إما وارداً وإما صادراً رحمه الله‏.‏

وذكره الحميدي فقال‏:‏ كان فاضلاً عاقلاً‏.‏

قرأت عليه كثيراً وكتبت عنه وأنشدني‏:‏ إذا ما عدوك يوماً سما إلى حالةٍ لم تطق نقضها فقبل ولا تأنفن كفه إذا أنت لم تستطع عضها وقرأت بخط القاضي أبي على الصدفي شيخنا رحمه الله وقد ذكر أبا عمرو السفاقسي حكى عنه أنه قال‏:‏ بعث إلي شعراء القيروان حين مقامي بها وهم‏:‏ ابن رشيق وابن شرف وابن حجاج وعبد الله العطار يسألوني أن أرسل إليهم شعري‏.‏

فقلت للرسول‏:‏ أنه في مسوداته‏.‏

فقال كما هو‏.‏

فأخذته وكتبت عليه ارتجالا ثم بعثت به‏:‏ خطبت بناتي فأرسلتهن إليك عواطل من كل زينه فقل كيف كان ثناء الجليس أضمخ بالمسك أم صب طينه فأجابوني عن بطءٍ بهذه الأبيات‏:‏ أتتنا بناتك يرفلن في ثياب من الوشي يفتن زينه فلما سفرن فضحن الشموس وسرب الظباء وأخجلن عينه فلما نطقن سحرن العقول وظل القرين ينادي قرينه أفي بابل نحن أم في العراق وفوق البسيطة أم في سفينة فدعني أرقب صحو الجميع لنسمع من كل مدحٍ عيونه وقرأت على أبي محمد بن عتاب غير مرة قال‏:‏ أخبرني أبو عمرو وكتبه لي بخطه قال أنشدني أبو نعيم الحافظ قال‏:‏ أنشدني أبو محمد الجابري قال‏:‏ أنشدني ابن المعتز لنفسه‏:‏ ما عابني إلا الحسو - - د وتلك من خير المعائب والخير والحساد مق - - رونان إن ذهبوا فذاهب وإذا ملكت المجد لم تملك مذ مات الأقارب وإذا فقدت الحاسدي ن فقدت في الدنيا الأطايب البخاري رحمه الله في النوم بسفاقس فقلت له‏:‏ لم لم تخرج في كتابك عن حماد بن سلمة‏.‏

فقال‏:‏ فجعل يبتسم إلي‏.‏

فقلت له‏:‏ من أجل حديث عكرمة فقال لي‏:‏ وغيره‏.‏

قال أبو عمرو‏:‏ وسمعت أبا نعيم الحافظ يقول‏:‏ الإجازة على الإجازة قوية جائزة‏.‏

وحدث عن أبي عمر علماء الأندلس قاطبة في كل بلد دخله من بلدانها‏.‏

وهو أول من أدخل كتاب غريب الحديث للخطابي الأندلسي‏.‏

وتوفي رحمه الله بعد سنة أربعين وأربع مائة‏.‏

عثمان بن الحسن بن عثمان بن أحمد بن الخصيب البغدادي يكنى‏:‏ أبا عمرو‏.‏

ذكره أبو محمد بن خزرج وقال‏:‏ قدم علينا سنة سبع عشرة وأربع مائة بإشبيلية فقرأنا عليه وكان يروى عن أبي طاهر المقرئ البغدادي قرأ عليه بالقراءات السبع‏.‏

وروى عنه جلة البغداديين وغيرهم‏.‏

وكان مجوداً للتلاوة محسناً عالماً بمعاني القرآن وكان كبير السن جداً‏.‏

من اسنه علي على بن معاوية بن مصلح‏:‏ من أهل مدينة‏.‏

يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

رحل إلى المشرق وسمع بمكة من الجمحي عمر بن أحمد المكي وأبي الحسن الخزاعي وأبي إسحاق بن محمد الديبلي وأبي بكر الآجري‏.‏

وسمع بالمدينة من قاضيها عبد الملك بن محمد المرواني‏.‏

وسمع بمصر من الحسن بن رشيق والحسن بن الخضر وحمزة بن محمد وأبي محمد بن الورد وغيرهم‏.‏

وسمع بالإسكندرية من أبي العباس بن سهل العطار وغيره‏.‏

وسمع بقرطبة من خالد بن سعد وأبي بكر القرشي وأحمد بن مطرف وإسماعيل بن بدر وغيرهم‏.‏

وسمع بطليطلة من ابن مدراج وغيره‏.‏

وبمدينة الفرج من وهب بن مسرة ومحمد بن القاسم بن مسعدة‏.‏

وكان شيخاً فاضلاً ثقةً فيما رواه‏.‏

سمع الناس منه كثيراً حدث عنه الصاحبان وتوفي في عقب رجب سنة سبع وتسعين وثلاث مائة ومولده سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة‏.‏

ذكر مولده ابن عبد السلام الحافظ‏.‏

على بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله‏:‏ من أهل طلبيرة‏.‏

سكن سرقسطة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبي عمر بن خلف المديوني وغيره‏.‏

ورحل إلى المشرق وحج وأخذ هنالك عن أبي الحسن علي بن عثمان الغرافي وغيره‏.‏

وكان رجلاً صالحاً مجاب الدعوة حدث عنه أبو عمر المقرئ وأبو حفص بن كريب وقال‏:‏ كان كثير الرواية بالمشرق والأندلس وأدرك أن العبادة والزهد في الدنيا غلب عليه فامتنع من الرواية غير النزر اليسير لما كان بسبيله من العبادة والاجتهاد واعتزل الناس وكان يختم القرآن في ثلاث ليال ولم ألق مثله في الزهد والتبتل رحمه الله‏.‏

وحدث عنه أيضاً الصاحبان وقالا‏:‏ نا علي بن موسى نا الغرافي نا محمد بن يحيى قال‏:‏ نا الطوسي نا علي بن حجر قال‏:‏ نا إسحاق بن نجيح عن عطاء الخراساني قال‏:‏ كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم فرش لهم رداءه وقال‏:‏ مرحباً بأحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

على بن فرجون الأنصاري النحوي‏:‏ من أهل طليطلة يكنى‏:‏ أبا حدث عن ابن مدراج وغيره‏.‏

روى عنه أبو المطرف بن البيروله وقال‏:‏ كان شيخاً لغوياً نحوياً شاعراً جواداً لا يمسك شيئاً موثراً على نفسه رقيق القلب إذا سمع القرآن بكى وخشع رحمه الله‏.‏

على بن محمد بن أبي الحسين‏:‏ من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن القاضي أبي أيوب بن غمرون وأحمد بن سيد وأبي سليمان عبد السلام ابن السمح الزهراوي وصاعدا اللغوي وغيره‏.‏

ذكره الحميدي وقال‏:‏ كاتبٌ مشهور بالأدب والشعر‏.‏

وله كتاب في التشبيهات من أشعار أهل الأندلس‏.‏

كان في الدولة العامرية وعاش إلى أيام الفتنة وحدث عنه أبو بكر المصحفي‏.‏

على بن سليمان الزهراوي الحاسب يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

كان‏:‏ من أهل العلم بالتفسير والقراءات والفرائض‏.‏

وله كتابٌ كبير في تفسير القرآن‏.‏

وكان إماماً بجامع مدينة غرناطة خطيباً به وحج في نحو سبعة أشهر‏.‏

حدث عنه أبو بكر المصحفي وغيره‏.‏

ذكره الحميدي وقال‏:‏ فقيهٌ أديبٌ شاعرٌ من أهل بيت جليل وله في العلم والأدب والتعاون والسخاء والكرم وحسن الدين حظٌ موفور‏.‏

وأنشدني من شعره كثيراً ومنه‏:‏ قل لمن نال عِرض من لم ينله حسبنا ذو الجلال والإكرام سوف يدري إذا الشهادة سيلت منه يوماً مقامه ومقامي لم يزدني بذا سوى حسنات لا ولا نفسه سوى آثام كان ذا منعةٍ فثقل مي - - زاني بهذا فصار من خدامي قال‏:‏ ومات بالجزيرة من أعمال الأندلس في سنة ستٍّ أو سبع وأربعين وأربع مائة‏.‏

علي بن محمد بن عبد الله بن منظور القيسي‏:‏ من أهل إشبيلية يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

قرأ القرآن على أبي العباس الباغاني المقرئ وغيره‏.‏

وكان من أهل العلم بالقرآن والفقه والعربية‏.‏

وكانت فنون العربية أغلب عليه‏.‏

وكان حسن السمت من أهل الفهم والضبط‏.‏

ذكره ابن خزرج وقال‏:‏ توفي في المحرم سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة‏.‏

ومولده سنة سبع وستين وثلاث مائة‏.‏

على بن خيرة الخراز مولى ابن الفراء الزيات‏:‏ من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن حاتم بن محمد وجماعة سواه وله رحلة إلى المشرق حج فيها وروى بها بمصر وغيرها‏.‏

وكان عفيفاً دمثاً حسن الخلق قويم الطريقة من حملة القرآن المجودين الطياب المحسنين‏.‏

وتوفي منتصف شوال سنة ثمان وأربع ومائة ذكره ابن حيان‏.‏

على بن خلف بن عبد الملك بن بطال يعرف‏:‏ بابن اللجام‏:‏ من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبي المطرف القنازعي وأبي الوليد يونس بن عبد الله القاضي وأبي محمد بن بنوش وأبي عمر بن عفيف وغيرهم وكان من أهل العلم والمعرفة والفهم مليح الخط حسن الضبط‏.‏

عني بالحديث العناية التامة وأتقن ما قيد منه‏.‏

وشرح صحيح البخاري في عدة أسفار‏.‏

رواه الناس عنه واستقصى بالورقة‏.‏

وحدث عنه جماعة من العلماء‏.‏

وقرأت بخط أبي الحسن المقرئ أنه توفي ليلة الأربعاء وصلي عليه عند صلاة الظهر آخر يوم من صفر سنة تسع وأربعين وأربع مائة‏.‏

على بن عبد الله بن علي بن محمد بن يوسف بن سليمان بن عمر الأزدي‏.‏

من ولد المهلب بن أبي صفرة ويعرف‏:‏ بابن الاستجى وأصله من قرطبة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبي محمد أسد وأبي عمر بن الجسور وأبي الوليد بن الفرضي وغيرهم‏.‏

وكان نافذاً في العلوم قديم العناية بطلب العلم شاعراً مطبوعاً بليغ اللسان والقلم حسن الخط صحيح النفل وألف كتباً كثيرة في غير مافن‏.‏

ذكره أبو محمد بن خزرج وقال‏:‏ مولده سنة سبع وسبعين وثلاث مائة‏.‏

وتوفي في عقب ذي القعدة سنة خمس وخمسين وأربع مائة‏.‏

وكان قد خرف قبل موته بيسير‏.‏

على بن محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبادل الأنصاري‏:‏ من أهل إشبيلية يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى بقرطبة عن أبي المطرف القنازعي قرأ عليه القرآن ورحل إلى المشرق سنة عشر وأربع مائة‏.‏

وحج سنة أربع عشرة وروى بمصر عن أبي محمد بن النحاس المصري وغيره‏.‏

وكانت له معرفة بالحديث ورجاله‏.‏

وكان له سماع كثير بقرطبة وإشبيلية وبها توفي في صدر صفر سنة ستٍّ وخمسين وأربع مائة‏.‏

وكان مولده في حدود سنة خمس عشرة وثمانين وثلاث مائة‏.‏

ذكره ابن خزرج‏.‏

على بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الفارسي‏:‏ من أهل قرطبة تجول بالأندلس يكنى‏:‏ أبا محمد‏.‏

روى عن القاضي يونس بن عبد الله وأبي بكر حمام بن أحمد القاضي وأبي محمد ابن بنوش القاضي وأبي عمر بن الجسور وغيرهم‏.‏

قال القاضي أبو القاسم صاعد ابن أحمد‏:‏ كان أبو محمد بن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار‏.‏

وأخبرني ابنه أبو رافع الفضل بن علي أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تأليفه نحو أربع مائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة‏.‏

وقال‏:‏ أبو عبد الله الحميدي‏:‏ كان حافظاً عالماً بعلوم الحديث وفقهه مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة متفنناً في علوم جمةٍ عاملاً بعلمه زاهداً في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه قبله في الوزارة وتدبير الممالك متواضعاً ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة في كل ما تحقق به من العلوم وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمستندات كثيراً‏.‏

وسمع سماعاً جماً وأول سماعه من ابن الجسور قبل الأربعمائة‏.‏

ثم ذكر جملة من أسماء تواليفه ثم قال‏:‏ وما رأينا مثله في ما اجتمع له مع الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين‏.‏

وكان له في الآداب والشعر نفس واسع وباع طويلٌ‏.‏

وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أشرع منه‏.‏

وشعره كثير وقد جمعناه على حروف المعجم ومنه‏:‏ هل الدهر إلا ما عرفنا وأدركنا فجائعه تبقى ولذاته تفنى وإذا أمكنت فيه مسرة ساعةٍ تولت كمر الطرف واستخلفت حزنا إلى تبعاتٍ في المعاد وموقفٍ نود لديه أننا لم نكن كنا حصلنا على همٍّ وإثمٍ وحسرةٍ وفات الذي كنا نلذ به عينا حنينٌ لما ولى وشغل بما أتى وغمٌّ لما يرجى فعيشك لا يهنا كأن الذي كنا نسر بكونه إذا حققته النفس لفظٌ بلا معنى وله‏:‏ مناي من لدنيا علومٌ أبثها وأنشرها في كل بادٍ وحاضر دعاءٌ إلى القرآن والسنن التي تناسى رجالٌ ذكرها في المحاضر قال صاعدٌ‏:‏ كتب إلي أبو محمد بن حزم بخطه يقول‏:‏ ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي من ربض منية المغيرة قبل طلوع الشمس وبعد سلام الإمام من صلاة الصبح آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من شهر رمضان المعظم وهو اليوم السابع من نونبر سنة أربع وثمانين وثلاث مائة بطالع العقرب‏.‏

قال صاعد‏:‏ ونقلت من خط ابنه أبي رافع‏:‏ إن أباه توفي رحمه الله عشية يوم الأحد لليلتين بقيتا من شعبان سنة ستٍّ وخمسين وأربع مائة‏.‏

فكان عمره رحمه الله إحدى وسبعين سنة وعشرة أشهر وتسعة وعشرين يوماً‏.‏

على بن إسماعيل يعرف‏:‏ بابن سيدة‏:‏ من أهل مرسية يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبيه وأبي علي الطلمنكي وصاعد اللغوي وغيرهم‏.‏

وله تواليفٌ حسان منها‏:‏ كتاب المحكم في اللغة وكتاب المخصص وكتاب الأنيق في شرح الحماسة وغير ذلك‏.‏

وذكر الوقشي عن أبي علي الطلمنكي قال‏:‏ دخلت مرسية فتشبث بي أهلها يسمعوا علي غريب المصنف‏.‏

فقلت لهم‏:‏ انظروا لي من يقرأ لكم وأمسك أنا كتابي فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيدة فقرأه علي من أوله إلى آخره فعجبت من حفظه‏.‏

وكان أعمى بن أعمى‏.‏

وذكره الحميدي وقال‏:‏ إمام في اللغة والعربية حافظاً لهما على أنه كان ضريراً قد جمع في ذلك جموعاً وله مع ذلك في الشعر حظ وتصرف‏.‏

ومات بعد خروجي من الأندلس قريباً من سنة ستين وأربع مائة‏.‏

وقال القاضي صاعد بن أحمد‏:‏ توفي سنة ثمان وخمسين وأربع مائة‏.‏

وقد بلغ ستين سنة أو نحوها‏.‏

على بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن علي بن شريعة اللخمي الباجي‏:‏ من أهل إشبيلية يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبيه محمد بن أحمد صاحب الوثائق وكان نبيه البيت والحسب‏.‏

وأخبرنا عنه أبو الحسن شريح بن محمد المقرئ‏:‏ وتوفي رحمه الله ببلده يوم الخميس لتسع بقين من ربيع الآخر من سنة اثنتين وستين وأربع مائة‏.‏

ودفن مع أبيه في داره‏.‏

وكان مولده في شوال سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة‏.‏

على بن أحمد بن حمدون المقرئ البطليوسي منها ويعرف‏:‏ بابن اللطينة ويكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبي عمر المقرئ وغيره أخذ عنه شيخنا أبو محمد بن السيد وغيره‏.‏

وتوفي في العشر الوسط من المحرم سنة ستٍّ وستين وأربع مائة ببطليوس‏.‏

على بن حمرا‏:‏ من أهل غرناطة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

كان فقيهاً حافظاً تدور عليه الشورى ببلده‏.‏

وكان مقدماً في معرفة اللغة والعربية والشعر نافذاً في علم الوثائق وقد جمع فيها كتاباً حسناً هو بأيدي الناس وقد أخذ عنه‏.‏

على بن أبي القاسم بن عبد الله بن علي المقرئ‏:‏ من أهل سرقسطة‏.‏

سكن طليطلة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى بالمشرق عن أبي ذر الهروي وأبي الحسن بن صخر وأبي القاسم السقطي وأخذ عن القاضي الماوردي كتابه في تفسير القرآن وعن عبد الوهاب القاضي وعن أبي بكر بن عبد الرحمن القيرواني وغيرهم‏.‏

وكان‏:‏ رجلاً صالحاً خيراً فاضلاً وأقرأ الناس بطليطلة مدة وأسمع بها ولم يكن له معرفة بالإسناد والرواة كتب إلى شيخنا أبي محمد بن عتاب بإجازة ما رواه وأراني خطه بذلك وفيها تسمية بعض روايته وكتبه فرأيت فيها تخليطاً كثيراً وزيادة في الإسناد ونقصاً‏.‏

ولم يكن هذا الشأن بابه وإنما كان الغالب عليه الخير والصلاح وإقراء القرآن‏.‏

وقدم قرطبة آخر عمره‏.‏

وقرأت بخط أبي القاسم بن عتاب‏.‏

توفي المقرئ أبو الحسن بقرطبة في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة ودفن بمقبرة الربض وكانت جنازته مشهورة‏.‏

وكان منقبضاً منذ دخل قرطبة وأقام فيها سبعة اشهر في الفندق الذي نزل فيه ولم يتعرض للقاء أحد رحمه الله‏.‏

على بن سعيد بن أحمد بن يحيى بن الحديدي التجيبي‏:‏ من أهل طليطلة ويكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

كان فقيهاً في المسائل مشاوراً بصيراً بالفتيا‏.‏

وكان يتحلق إليه ويناظر عليه‏.‏

وتوفي في شوال سنة أربع وسبعين وأربع مائة‏.‏

على بن سيد بن أحمد الغافقي‏:‏ من أهل شاطبة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبي القاسم بن عمر‏.‏

وتوفي في سنة خمسٍ على بن إبراهيم بن فتح‏:‏ من أهل مدينة سالم يعرف‏:‏ بابن الإمام يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

أخذ عن أبي عمر بن عبد البر وأبي الوليد الباجي وغيرهما‏.‏

وكان‏:‏ من أهل النبل والمعرفة بالآداب وغيرها‏.‏

وتوفي سنة تسع وسبعين وأربع مائة وله ثلاث وستون سنة‏.‏

ذكره ابن مدير‏.‏

على بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين التغلبي‏:‏ من أهل قرطبة وأصله من باغه يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبي زكرياء يحيى بن محمد بن حسين القليعي وأبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه وعن خاله أبي جعفر الكندي الزاهد وغيرهم‏.‏

وكان‏:‏ من أهل العلم والحفظ للرأي والفهم مع الفضل والحلم والصلاح والخير والإقبال على نشر العلم وتعليمه كثير التلاوة للقرآن رطب اللسان يذكر الله تعالى ديناً متواضعاً ليناً متصاوناً وقوراً دالاً على الخير كثير الحض عليه داعياً إليه وكان مشاوراً في الأحكام بقرطبة صدراً فيمن يستفتى بها معظماً عند الخاصة والعامة‏.‏

وكان له مجلس بالمسجد بقرطبة يسمع الناس فيه‏.‏

وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيث فقال‏:‏ هو من بيت شرفٍ ورفعةٍ من أهل الفضل والعلم والعمل الصالح ومن أهل الحفظ والإتقان والإمامة في الدين مثلاً في العقلاء الفضلاء ما رأيت في أهل العلم مثله سمتاً وطريقة رحمه الله‏.‏

وتوفي رحمه الله ليلة الاثنين لتسعٍ بقيم من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة‏.‏

ودفن بالربض‏.‏

نقلت وفاته من خط القاضي أبي عبد الله بن الحاج وكان من شيوخه الذين أخذ عنهم رحمهم الله‏.‏

وكان مولده سنة ثلاث عشرة وأربع مائة‏.‏

على بن عبد الله بن فرج الجذامي المقرئ المعروف‏:‏ بابن الألبيري‏.‏

من أهل طليطلة وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

وروى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب أخذ عنه بقرطبة وعن أبي القاسم وليد ابن العربي المقرئ وأبي الربيع بن صهينة وأبي محمد بن علي الخطيب وأبي عمرو السفاقسي وأبي بكر محمد بن مساور القرطبي وأبي بكر بن الغراب وأبي محمد بن سميق وعامر بن إبراهيم وغيرهم‏.‏

وكان يقرئ الناس القرآن بالروايات ويضبطها ضبطاً حسناً ويعظ الناس‏.‏

وكان وقوراً وعاقلاً حسن السمت مليح الخط ثقة فيما رواه ثبتاً فيه ديناً فاضلاً‏.‏

وقدم قرطبة وقدم إلى الإقراء بجامعها ثلاث سنة وثمانين وأربع مائة‏.‏

وأقرأ الناس بها نحو الشهرين‏.‏

وتوفي في العام المؤرخ‏.‏

قال لي ذلك أحمد بن عبد الرحمن الفقيه وكان مولده سنة عشرة وأربع مائة‏.‏

على بن المنذر بن المنذر بن علي الكناني‏:‏ من أهل مدينة الفرج يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبيه وأبي عبد الله بن الحذاء وأبي بكر بن زهر وأبي عمر الطلمنكي وأبي محمد الشنتجيالي وأبي عمر بن عبد البر وغيرهم‏.‏

وله رحلة إلى المشرق حج فيها وروى الحديث بها‏.‏

وأجاز لأبي جعفر بن مطاهر ما رواه‏.‏

وتوفي في نحو الثمانين وأربع مائة‏.‏

على بن محمد بن السيد النحوي‏:‏ من أهل بطليوس يكنى‏:‏ أبا وروى عن أبي بكر بن الغراب وأبي عبد الله محمد بن يونس وغيرهما‏.‏

أخذ عنه أخوه أبو محمد كثيراً من كتب الأدب وغيرها‏.‏

وتوفي بقلعة رباح معتقلاً من قبل ابن عكاشة قائدها في نحو الثمانين وأربع مائة‏.‏

وكان مقدماً في علم اللغة وحفظها والضبط لها‏.‏

على بن عبد الرحمن بن عائد الطرطشي يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

سمع‏:‏ من أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي وأبي العباس العذري وغيرهما وتوفي‏:‏ سنة خمس وتسعين وأربع مائة‏.‏

على بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري المقرئ المعروف‏:‏ بابن الروش‏:‏ من أهل شاطبة وأصله من قرطبة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبي عمرو المقرئ وأبي علي بن عبد البر النمري وغيرهما‏.‏

وأقرأ الناس القرآن وأسمعهم الحديث‏.‏

وكان ثقة فيما رواه ثبتاً فيه ديناً فاضلاً‏.‏

وقرأت بخط القاضي أبي عبد الله بن أبي الخير‏:‏ توفي المقرئ أبو الحسن بشاطبة يوم الأربعاء‏.‏

ودفن بها يوم الخميس لأربع خلون من شعبان سنة ست وستين وأربع مائة‏.‏

على بن سعيد العبدري‏:‏ من أهل جزيرة ميورقة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

سمع بها قديماً من أبي محمد بن حزم‏.‏

وأخذ عنه أيضاً ابن حزم‏.‏

ورحل إلى المشرق وحج ودخل بغداد وترك مذهب ابن حزم وتفقه عند أبي بكر الشاشي وله تعليق في مذهب الشافعي‏.‏

وسمع من الخطيب أبي بكر بن ثابت البغدادي وغيره‏.‏

أخبرني بذلك القاضي أبو بكر بن العربي وذكر أنه صحبه ببغداد وأخذ عنه وأثنى عليه‏.‏

وقال لي‏:‏ تركته حياً ببغداد سنة إحدى وتسعين وأربع مائة‏.‏

وتوفي بعد ذلك‏.‏

وذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا وقال‏:‏ صديقنا أبا الحسن الفقيه العبدري رجل من أهل الفضل والمعرفة والأدب وهو من جزيرة ميورقة‏.‏

على بن أحمد بن أبي الفرج الأموي‏:‏ من أهل دانية يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

صحب أبا عمرو المقرئ وأخذ عنه كثيراً وأخذ أيضاً عن أبي عمر الطلمنكي وأبي محمد مكي بن أبي طالب وغيرهم‏.‏

وكان‏:‏ من أهل التقييد والاعتناء بالعلم‏.‏

على بن خلف بن ذي النون بن أحمد بن عبد الله بن هذيل بن جحيش ابن سنان بن فومة بن عياض العبسي المقرئ‏:‏ من أهل قرطبة وأصله من إشبيلية يكنى أبا الحسن‏.‏

سمع ببلده‏:‏ من أبي محمد بن خزرج وغيره‏.‏

ورحل إلى المشرق وحج ودخل الشام وسمع ببيت المقدس‏:‏ من أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي‏.‏

وروى بمصر عن أبي العباس أحمد بن نفيس المقرئ وعن محمد بن الوليد الأندلسي‏.‏

وسمع‏:‏ من أبي عبد الله القضاعي كتاب الشهاب من جمعه وعليه عول الناس فيه‏.‏

وكان رحمه الله من جلة المقرئين وفضلائهم وعلمائهم وخيارهم‏.‏

وأقرأ الناس القرآن بالمسجد الجامع بقرطبة وأسمعهم الحديث فيه‏.‏

وكان ثقة فيما رواه ضابطاً لما كتبه شهر بالخير والصلاح والتواضع والزهد بالدنيا والرضا منها باليسير والتقلل منها وشهرت إجابة دعوته وعلمت في غير ما قصة ولم يزل طالباً للعلم إلى أن توفي رحمه الله بقرطبة ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وأربع‏.‏

ودفن بمقبرة الربض وكانت جنازته مشهورة‏.‏

وكان مولده في النصف من شهر رمضان سنة سبع عشرة وأربع مائة‏.‏

على بن محمد الحبيب بن شماخ‏:‏ من أهل غافق يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبيه والقاضي أبي عبد السقاط وغيرهما‏:‏ وكان من أهل المعرفة والنبل والذكاء‏.‏

وتولى الأحكام ببلده مدةً طويلةً حمدت سيرته فيها توفي سنة ثلاث وخمسمائة‏.‏

على بن غالب بن محمد بن غالب‏:‏ من أهل وشقة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

أخذ عن أبي الأصبغ عيسى بن خلف بن درهم‏.‏

ورحل حاجاً ثم انصرف فاستوطن طرطوشة وولي الخطبة بجامعها‏.‏

وتوفي بها سنة عشر وخمسمائة‏.‏

وكان فاضلاً‏.‏

على بن أحمد بن كرز الأنصاري المقرئ‏:‏ من أهل غرناطة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبي القاسم بن عبد الوهاب المقرئ وعن أبي عبد الله الطرفي المقرئ وأبي محمد غانم بن وليد المالقي‏.‏

وأبي عبد الله بن عتاب وأبي مروان بن سراج وغيرهم‏.‏

وعني بالإقراء وسماع العلم من الشيوخ وروايته عنهم‏.‏

وكان ثقة فاضلاً وتوفي بغرناطة في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة‏.‏

على بن أحمد بن محمد بن أشج الفهمي المقرئ‏:‏ من أهل طليطلة يكنى أبا الحسن‏.‏

روى عن أبي عبد الله المغامي وأبي الحسن بن الإلبيري وأبي داود المقرئ ومحمد بن مفرج وغيرهم‏.‏

واختلف معنا إلى شيخنا أبي محمد بن عتاب وأخذ معنا عنه وهو كبير السن وأخذنا عنه بعض ما عنده‏.‏

وكان رجلاً فاضلاً قديم الطلب وافر الأدب‏.‏

وتوفي بالعدوة سنة ثلاث عشر وخمسمائة‏.‏

على بن عبد الرحمن بن مهدي التنوخي‏:‏ من أهل إشبيلية يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

يعرف بابن الأخضر‏.‏

كان‏:‏ من أهل المعرفة باللغة والآداب حافظاً لهما مقدماً في معرفتهما وإتقانهما‏.‏

روى ذلك عن أبي الحجاج يوسف بن عيسى الأعلم وعليه عول وأخذ أيضاً عن أبي علي الغساني وغيره‏.‏

أخذ عنه جماعة أصحابنا ووثقوه وأثنوا عليه ووصفوه بالمعرفة واليقظة والذكاء والدين والفضل‏.‏

توفي في منسلخ سنة أربع عشرة وخمسمائة‏.‏

على بن محمد بن دري المقرئ الخطيب بالمسجد الجامع بغرناطة‏.‏

وأصله من طليطلة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى بها عن أبي عبد الله المغامي المقرئ وأبي الوليد الوقشي وأبي المطرف ابن سلمة وأخذ أيضاً عن أبي مروان بن سراج وابنه سراج وأبي الحسن بن الخشاب والغساني وغيرهم‏.‏

وكان مقرئاً فاضلاً ضابطاً عارفاً بما يحدث أخذ الناس عنه وتوفي بغرناطة في شهر رمضان سنة المعظم عشرين وخمسمائة‏.‏

على بن أحمد بن خلف الأنصاري النحوي‏:‏ من أهل غرناطة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى بقرطبة عن أبي بكر محمد بن هشام المصحفي وأبي جعفر بن رزق وأبي علي الغساني وأكثر عنه وأخذ عن أبي داود والقاضي أبي الأصبغ بن سهل ومحمد ابن سابق الصقلي وأبي بكر المرادي وغيرهم‏.‏

وكان‏:‏ من أهل المعرفة بالآداب واللغات والتقدم في علم القراءات والضبط للروايات‏.‏

وكان حسن الخط جيد التقييد وله مشاركةٌ في الحديث ومعرفة بأسماء رجاله ونقلته‏.‏

وكان من أهل الرواية والإتقان والدراية مع الدين والفضل‏.‏

سمع الناس منه كثيراً وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه‏.‏

وتوفي رحمه الله ليلة الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم ودفن يوم الاثنين لصلاة العصر من سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة‏:‏ ومولده في شوال سنة أربع وأربعين وأربع مائة‏.‏

قال لي ذلك صهره أبو عبد الله النميري صاحبنا‏.‏

على بن عبد الله بن محمد بن موهب الجذامي‏:‏ من أهل المرية يكنى‏:‏ أبا الحسن روى عن أبي العباس العذري كثيراً واختص به وسمع من القاضي أبي إسحاق ابن وردون والقاضي أبي بكر بن صاحب الأحباس وغيرهم‏.‏

وأجاز له أبو عمر ابن عبد البر وأبو الوليد الباجي ما روياه‏.‏

وكان‏:‏ من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم وجمع في تفسير القرآن كتاباً حسناً مفيداً وله معرفة بأصول الدين وحج بيت الله الحرام‏.‏

أخذ الناس عنه وكتب إلينا بإجازة ما رواه ومولده لعشر خلون من رمضان سنة إحدى وأربعين وأربع مائة‏.‏

وتوفي رحمه الله ليلة الخميس السادس عشر من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة‏.‏

على بن أحمد بن محمد بن مروان الجذامي يعرف‏:‏ بابن نافع من أهل المرية يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

سمع‏:‏ من أبي علي الغساني ومن عمر بن أحمد بن رزق وأبي علي الصدفي وتفقه عند ابن عطاف الفقيه‏.‏

وكان فقيهاًحافظاً للرأي وحدث وسمع منه وتكلم بعض أصحابنا فيه‏.‏

وتوفي في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة‏.‏

وكان مولده في جمادى الآخرة سنة ست وستين وأربع مائة‏.‏

على بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن عمر بن معدان الأنصاري‏:‏ يعرف‏:‏ بابن اللوان من أهل المرية يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

روى عن أبي علي الغساني وأبي القاسم بن العربي وأبي علي الصدفي وسمع بقرطبة من أبي الحسين بن سراج ومن شيخنا أبي محمد بن عتاب وغيرهم‏.‏

وكان حافظاً للحديث مشهوراً بمعرفته وفهمه وأخذ الناس عنه وكان ديناً فاضلاً معظماً عند الناس‏.‏

وتوفي رحمه الله في رجب سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة‏.‏

وكان الحفل في جنازته عظيماً والثناء عليه جميلاً‏.‏

ودفن خارج باب بجانة وصلى عليه القاضي عبد الحق بن عطية‏.‏

وكان مولده سنة أربع وسبعين وأربع مائة‏.‏

ومن الغرباء على بن إبراهيم بن علي التبريزي المعروف‏:‏ بابن الخازن يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

قدم الأندلس سنة إحدى وعشرين وأربع مائة وأسمع الناس بشرق الأندلس بعض ما رواه‏.‏

وقدم طليطلة سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة‏.‏

مجتازاً فسمع منه بها تفسير القرآن الموسوم بشفاء الصدور‏.‏

حدث به عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي عن النقاشي مؤلفه‏.‏

وروى أيضاً عن أبي الفتح بن أبي الفوارس وعن أبي بكر بن الطيب وأبي حامد الاسفرايني وأبي أحمد الفرضي وابن أحمد القصار الفقيه وغيرهم‏.‏

وكان‏:‏ من أهل العلم بالآداب واللغات حسن الخط جيد الضبط عالماً بفنون العربية ثقة فيما رواه‏.‏

وكانت عنده غرائب وفوائد جمة‏.‏

وكان شافعي المذهب‏.‏

سمع منه جماعة من علماء الأندلس‏.‏

وقرأت بخط أبي بكر المصحفي قال لي التبريزي رحمه الله‏:‏ مولدي سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة‏.‏

ودخلت بغداد سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مائة‏.‏

على بن سعيد بن أحمد الهواري الفاسي منها يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

قدم طليطلة سنة تسع وتسعين وثلاث مائة‏.‏

وحدث بها وسمع منه أبو إسحاق بن شنظير وصاحبه أبو جعفر وأبو عمر الطلمنكي وأبو عبد الله بن شق الليل وغيرهم‏.‏

وقرأت بخط أبي جعفر منهم أنا أبو الحسن علي بن سعيد الفاسي قال‏:‏ أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الصباغ بالإسكندرية قال‏:‏ نا أبو مروان عبد الملك بن محمد قاضي المدينة قال‏:‏ نا عبد الله بن محمد القاضي الهمداني قال‏:‏ سمعت أبا زرعة الرازي يقول‏:‏ عليكم بالفقه فإنه كالتفاح الجبلي يطعم من سنته‏.‏

قال أبو جعفر‏:‏ وأنا أبو الحسن قراءة عليه عن أبي علي بن الصباغ أنشدكم أبو الحسن محمد بن عمر بن عفان البغدادي قال‏:‏ أنشدنا أبو خليفة الفضل بن الحباب لنفسه‏:‏ قالوا نراك تطيل الصمت قلت لهم ما طول صمتي من عي ولا خرس لكنه أحمد الأمرين عاقبة عندي وأبعده من منطق شكس أأنشر البز فيمن ليس يعرفه أو أنشر الدر للعميان في الغلس كتب من عندي شيخنا القاضي أبو عبد الله بن الحاج رحمه الله هذه الأبيات الثلاثة بسندها واستحسنها ونقلها بخطه في بعض كتبه رحمه الله‏.‏

ثم وقعت إلي هذه القصة بعد ذلك أكمل لأبي بكر بن دريد وأخبرنا بها غير واحد من شيوخنا عن أبي عبد الله الحميدي قال‏:‏ أنشدنا أبو سعدٍ أحمد بن الحسين ابن الفضل بن المعتمد قال‏:‏ أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي الصقصاعي بعمان قال‏:‏ لما نزل أبو بكر بن دريد بلد سيراف سئل الجلوس للقراءة عليه فأبى ذلك إذ لم ير هنالك من يسوى أن يجلس له فكتب هذه الأبيات وعلقها في قبلة مسجدهم وهي‏:‏ لكنه أجمل الأمرين منزلةً عندي وأحسن لي من منطق شكس قالوا نراك أديباً لست ذا خطل فقلت هاتوا أروني وجه مقتبس لو شئت قلت ولكن لا أرى أحداً ساوى الكلام فأعطيه مدى النفس أأنشر البز في من ليس يعرفه وأنثر الدر للعميان في الغلس وأخبرنا بها الشيخ الأديب أبو القاسم عيسى بن جهور ونقلها من خطه قال‏:‏ أنا أبو بكر بن طرخان ببغداد قال أنا أبو عبد الله الحميدي وذكر القصة بطولها‏.‏

على بن إبراهيم بن أحمد بن حموية الأزدي الشيرازي يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

ولد بمصر وبها نشأ وسمع من أبي محمد بن الحسن بن رشيق وأبي الطاهر القاضي وأبي القاسم الجوهري وأبي الطيب بن غلبون وأبي أحمد بن حسنون المقرئ وأبي يعقوب النجيرمي وأبي بكر الشذائي المقرئ وأبي الحسن الدراقطني وأبي بكر الأذفوي وأجاز له أبي إسحاق بن شعبان الفقيه وهو ابن خمسة أعوام وكان سماعه بمصر من أول سنة ثلاث وستين وثلاث مائة‏.‏

وتوجه مع أبيه إلى مكة سنة ستٍّ وستين فحج ورحل إلى بغداد سنة سبع وستين فلقي علمائها ودخل البصرة وغيرها ثم عاد إلى مكة فحج حجة ثانية ثم رجع إلى مصر ثم حج حجة ثالثة ذكره ابن خزرج وقال‏:‏ كان‏:‏ من أهل الفضل والثقة متسنناً ذا عناية قديمة بطلب العلم مولده بمصر آخر سنة سبعٍ وأربعين وثلاث مائة‏.‏

وبها نشأ وحدث عنه أيضاً الخولاني وقال‏:‏ مولده بمصر في شعبان لعشر بقين منه سنة خمسين وثلاث مائة‏.‏

وقرأت بخط علي بن إبراهيم‏:‏ نا الحسن بن رشيق قال‏:‏ أبو زكرياء يحيى ابن عبد الله الفارسي قال‏:‏ نا أبو زكرياء أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي قال‏:‏ سمعت حامد البلخي يقول‏:‏ سمعت أبا عبد الرحمن المقرئ يقول‏:‏ الخبز أدامه فيه فإن اشتهى معه شيئاً فليس بجائع‏.‏

وتوفي رحمه الله بعد سنة ستٍّ وعشرين وأربع مائة بإشبيلية وحدث عنه أيضاً أبو عمرو المرشاني وأبو عمر بن عبد البر النمري‏.‏

على بن حمزة الصقلي يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

ذكره الحميدي وقال‏:‏ دخل الأندلس قبل الأربعين والأربع مائة‏.‏

وكان يتكلم في فنون ويشارك في علوم ويتصرف سمعته يقول‏:‏ سمعت أبا الطاهر وهو محمد بن علي ابن محمد الشافعي البغدادي الواعظ ينشد في حلقته‏.‏

فألزم الذنب طرفي وقال كنت الرسولا فقال طرفي لقلبي بل أنت كنت الدليلا وقلت كفا جميعاً تركتماني قتيلا على بن أحمد بن الفخر‏.‏

قدم الأندلس من بغداد يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

ذكره الحميدي وقال‏:‏ شاعر أديب ذكره لي أبو محمد علي بن أحمد وأنشدني قال‏:‏ أنشدنا أبو الحسن الفخري لنفسه بدانية‏:‏ الموت أولى بذي الآداب من أدبٍ يبغي به مكسباً من غير ذي أدب ما قيل لي شاعر إلا امتعضت لها حسب امتعاضي إذا نوديت باللقب وما دها الشعر عندي سخف منزلةٍ بل سخف دهرٍ بأهل الفضل منقلب صناعةٌ هان عند الناس صاحبها وكان في حال مرجوٍ ومرتقب يرجى رضاه وتخشى منه بادرةٌ أبقى على حقب الدنيا من الحقب إذا جهلت مكان الشعر من شرفٍ فأي مأثرةٍ أبقيت للعرب قدم قرطبة تاجراً روى عنه أبو علي الغساني كتاب اللمع في أصول الفقه لأبي عبد الله الحسن ابن حاتم الأزدي حدثه بن أبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المالكي عن الأزدي مؤلفه‏.‏

على بن هارون‏:‏ طنجي قاضيها أيام العلوية‏.‏

رحل إلى الأندلس وسمع من عباس بن أصبغ وغيره‏.‏

وولى ابنه القاسم بعده قضاء بلده‏.‏

أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياض وكتبه لي بخطه‏.‏

على بن عبد الغني الفهري المقرئ الحصري الغروي يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

ذكره الحميدي وقال‏:‏ شاعر أديب رخيم الشعر دخل الأندلس ولقي ملوكها وشعره كثير وأدبه موفور‏.‏

وكان عالماً بالقراءات وطرقها وأقرأ الناس بالقرآن بسبته وغيرها‏.‏

أخبرنا عنه أبو القاسم بن صواب بقصيدته التي نظمها في قراءة نافع وهي مائتا بيت وتسعة أبيات‏.‏

قال لقيته بمرسية توفي إحدى وثمانين وأربع مائة‏.‏

وتوفي بطنجة توفي ثمان وثمانين وأربع مائة‏.‏

على بن أحمد بن علي بن عبد الله الربعي المقدسي الشافعي له سماع من أبي بكر الخطيب ومن نصر بن إبراهيم المقدسي ودرس على أبي إسحاق الشيرازي وسكن المرية‏.‏

أخبرنا عنه القاضي أبو الفضل بن عياض وهو أفادنيه بخطه وقال‏:‏ أخبرنا أبو الحسن هذا عن أبي بكر الخطيب عن أبي حازم العبدري عن أبي بكر الإسماعيلي نا عبد الله بن ياسين نا عبدون بن أبي عبادة نا يحيى بن هاشم عن مسعرٍ عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ قال‏:‏ ‏"‏ من كل ختمة دعوة مستجابة ‏"‏‏.‏

وتوفي سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة‏.‏

من اسنه عيسى‏:‏ عيسى بن محمد بن عبد الرحمن يعرف بالحشا‏:‏ من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

روى بالمشرق وبالأندلس وحج وكان ورعاً منقبضاً دعي إلى القضاء مرتين فأبى من ذلك وأصر على الإباية‏.‏

وكان من أهل العلم راسخاً في حفظ الرأي بصيراً بعقد الوثائق وقدمه القاضي محمد بن يبقى بن زرب إلى الشورى فنفع الله به الخاصة والعامة‏.‏

وكان يفتي الناس بالمسجد الجامع بقرطبة ولم يزل داعياً إلى كل خير إلى أن توفي في شهر رجب من سنة اثنتين وأربع مائة‏.‏

وصلى عليه القاضي يحيى بن وافد ذكره ابن مفرج ونقلته من خطه وقدم ابن وافد مكانه إلى الشورى أبا محمد بن دحون الفقيه‏.‏

عيسى بن حجاج بن أحمد بن حجاج بن فرقد الأنصاري‏.‏

سكن قرطبة وأصله من طليطلة يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

دخل قرطبة وهو ابن ستة أعوام وسكن بمقبرة قريش‏.‏

له رحلة إلى المشرق روى فيها عن جماعة‏.‏

حدث عنه الصاحبان وقالا‏:‏ مولده سنة ثمان عشرة وثلاث مائة‏.‏

عيسى بن محمد بن أحمد بن مهدب بن معاوية اللخمي‏:‏ من أهل إشبيلية يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

روى علي أبي بكر محمد بن معاوية القرشي لقيه بقرطبة سنة سبعٍ وخمسين وثلاث مائة وعن أبي بكر بن القوطية وأبي حامد الباجي‏.‏

قال ابن خزرج‏:‏ كان رجلاً فاضلاً متفنناً حافظاً للأخبار وممن يقول الشعر‏.‏

وحدث عنه أيضاً الخولاني وقال‏:‏ لقيته بإشبيلية وقد كف بصره قبل هذا بأعوام وأنشدني لنفسه هذين البيتين يذكر عماه فيهما‏:‏ وقد تيقنت أني قاطنٌ بهما منعماً آمناً من عرصة البوس قال‏:‏ وتوفي يوم الأربعاء لخمسٍ بقين من شوال سنة عشرين وأربع مائة‏.‏

ودفن يوم الخميس صلاة العصر بمقبرة الفخارين وصلى عليه صهره أبو القاسم بن حجاج وسألته عن مولده فذكر أنه ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة‏.‏

عيسى بن أحمد السباي‏:‏ من أهل إشبيلية يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

ذكره ابن خزرج وقال‏:‏ كان من أهل الفضل والثقة رحل إلى المشرق سنة سبعٍ وستين وثلاث مائة فروى عن أبي علي الحسن في شعبان والحسن بن رشيق وأحمد بن محمد البلخي ولقي بغزة ابن وصيف وأخذ عنه‏.‏

قال ابن خزرج‏:‏ وأجاز لي سنة تسع عشرة وأربع مائة في صفر‏.‏

عيسى بن صالح بن مروان الطائي الساكن بشرف إشبيلية يكنى‏:‏ أبا القاسم‏.‏

كان شيخاً خيراً فاضلاً ممن سمع العلم قديماً بإشبيلية على أبي محمد الباجي وأبي عمر بن عيسى‏:‏ بن عبد ربه الخولاني‏:‏ من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا الأصبغ ويعرف‏:‏ بابن الدجاج‏.‏

ذكره ابن خزرج وقال‏:‏ كان من أهل الثقة والطلب للعلم قديماً‏.‏

أخبرني أن أول سماعه للعلم سنة خمس وستين وثلاث مائة‏.‏

وكان يتولى للقاضي أبي بكر بن زرب بعض أموره‏.‏

وقد روى عن جماعة سواه‏.‏

وأنا عنه بكتاب الخصال من تأليفه وكتبت عنه كثيراً من أقضيته وأخباره إذ كان أقعد من لقيت به‏.‏

وتوفي حدود سنة ثلاثين وأربع مائة‏.‏

عيسى بن محمد بن موسى بن خلف بن عمر بن محمد بن خروف الكناني التاكرني العابد يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

أصله من قرية إطابة من عمل تاكرنا‏.‏

وهو من العباد الفضلاء الزهاد وممن عني بطلب العلم‏.‏

وصحب أبا مروان معوذ بن داود الفقيه العابد زماناً وروى عنه‏.‏

وسمع بقرطبة وغيرها‏.‏

وممن روى عنه أبو المطرف ابن جرج ذكره ابن خزرج وقال‏:‏ كتبت عنه أخباراً كثيرة وأخبرني عن مولده سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة‏.‏

عيسى بن علي بن سعيد الأموي‏:‏ من أهل طليطلة يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

روى علي أبيه وعن عمه محمد بن عيسى وأبي زيد العطار والخشني محمد بن إبراهيم وغيرهم وله رحلة إلى المشرق‏.‏

وتوفي‏:‏ سنة خمس وثلاثين وأربع مائة‏.‏

عيسى بن خلف بن عيسى ويعرف بابن أبي درهم‏:‏ من أهل وشقة وقاضيها يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

روى عن أبيه أبي الحزم خلف بن عيسى ومحمد بن علي بن شبل حاكم تطيلة وغيرهما‏.‏

حدث عنه أبو الوليد الباجي بكثير من روايته‏.‏

عيسى بن محمد بن مسلم بن عبد الله الرصافي‏:‏ من أهل قرطبة له رواية عن القاضي أبي عبد الله بن مفرج وأبي زيد العطار أخذ عنه وعن غيرهما‏.‏

وكان رجلاً فاضلاً أخذ عنه أبو الأصبغ عيسى بن خيرة المقرئ‏.‏

وذكره ابن حيان وقال‏:‏ كان كثير التصاون والعفة وتوفي في محرم سنة سبع وثلاثين وأربع مائة‏.‏

عيسى بن فرج بن أبي العباس التجيبي المغامي‏:‏ من أهل طليطلة يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

كان عالماً بالقراءات أخذها عن شيوخه‏.‏

أخذ عنه ابنه المقرئ أبو عبد الله المغامي‏.‏

وتوفي في مستهل جمادى الأولى عام أربع وخمسين وأربع مائة‏.‏

عيسى بن محمد بن عيسى الرعيني يعرف‏:‏ بابن صاحب الأحباس من أهل المرية وأصله من قرطبة يكنى‏:‏ أبا بكر‏.‏

روى عن المهلب بن أبي صفرة وأبي الوليد بن ميقل وأبي عمران الفاسي وأبي عبد الله الخواص وعن أبيه محمد بن عيسى وغيرهم‏.‏

وكان من جلة العلماء وكبار المحدثين والأدباء من أهل الذكاء والفهم‏.‏

روى الناس عنه كثيراً‏.‏

وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا واستقضى وقال ابن مدير في شعبان سنة تسعٍ وستين وأربع مائة‏.‏

وقال مولده سنة خمس وتسعين وثلاث مائة‏.‏

عيسى بن أبي يونس بن أسد اللخمي‏:‏ من أهل مدينة سالم يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

قرأ على أبي العباس بن هاشم المقرئ وعلى غيره‏.‏

وتوفي ببلده سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة‏.‏

ذكر أبو الوليد صاحبنا‏.‏

عيسى بن إبراهيم بن عيسى الأموي‏:‏ من أهل سرقسطة يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

روى عن أبي عمر الطلمنكي وغيره‏.‏

وكان من أهل المعرفة والعلم والأدب والفهم‏.‏

وتوفي سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة‏.‏

وقد حدث عنه القاضي أبو علي بن سكرة‏.‏

عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي‏.‏

سكن قرطبة وأصله من روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب وأبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه وتفقه معه وانتفع بصحبته وعن أبي عمر بن القطان وأبي مروان بن مالك وأبي القاسم حاتم بن محمد وابن شماخ وأبي زكرياء القليعي وأبي بكر بن الغراب وغيرهم‏.‏

وكان‏:‏ من جلة الفقهاء وكبار العلماء حافظاً للرأي ذاكراً للمسائل عارفاً بالنوازل بصيراً بالأحكام مقدماً في معرفتها وجمع فيها كتاباً حسناً مفيداً يعول الحكام عليه وكتب للقاضي أبي بكر بن منظور بقرطبة وتولى الشورى بها مدةً ثم ولي القضاء بالعدوة ثم استقضى بغرناطة‏.‏

وتوفي مصروفاً عن ذلك يوم الجمعة ودفن يوم السبت الخامس من المحرم سنة ست وثمانين وأربع مائة‏.‏

ومولده سنة ثلاث عشرة وأربع مائة‏.‏

وذكره أبو الحسن شيخنا فقال‏:‏ كان من أهل الخصال الباهرة والمعرفة التامة يشارك في فنون من المعرفة‏.‏

عيسى بن خيرة مولى ابن برد المقرئ وقرأت بخط ابن مغيث قال‏:‏ هو مولى بن الأحمر القرشي‏.‏

ورأيت بخط أبي علي الغساني‏:‏ أبو الأصبغ عيسى بن خيرة صاحبنا وأبوه خيرة مولى عتيقة بنت معاوية بن أبي بكر محمد بن معاوية بن عبد الرحمن الأموي المعروف بابن الأحمر الفقيه‏:‏ من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ وأبي القاسم حاتم بن محمد وأبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه وأبي عمر بن الحذاء وأبي عمرو السفاقسي وأبي الوليد الباجي وغيرهم وكان يقرأ القرآن بالروايات السبع ويجودها‏.‏

وكان مع ذلك فاضلاً زاهداً ورعاً ديناً متصلوناً متواضعاً محبباً إلى الناس‏.‏

وتولى الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة ثم تخلى عن ذلك‏.‏

وقرأت بخط صاحبنا أبي إسحاق قال‏:‏ قرأت بخط أبي العباس الكناني الديب أخبرني أبو الأصبغ يعني‏:‏ عيسى بن خيرة أن مولده سنة إحدى عشرة وأربع مائة‏.‏

وتوفي يوم الأربعاء ودفن ليلة الجمعة لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربع مائة‏.‏

وصلى عليه القاضي أبو جعفر بن أبي عبد الصمد‏.‏

وكانت جنازته أحد الجنائز المشهورات بالحفل‏.‏

عيسى بن عبد الرحمن بن سعيد الأموي المقرئ من أهل مدينة سالم يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

سمع من القاضي أبي عبد الله بن السقاط وقرأ القرآن على أبي أحمد جعفر بن عيسى الأموي‏.‏

وكان من أهل العلم حافظاً له‏.‏

وتوفي بمرسية سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مائة‏.‏

عيسى بن علاء البلشي‏.‏

أصله من بلش من نظررية انتقل إلى سبتة وكانت عنده رواية ومعرفة‏.‏

حدث عن ابنه محمد بن عيسى‏.‏

كتبه إلي ابن عياض بخطه‏.‏

عيسى بن إبراهيم بن عبد ربه بن جهور القيسي من أهل طلبيرة‏.‏

سكن شريش يكنى‏:‏ أبا القاسم‏.‏

روى بقرطبة عن أبي علي الغساني وأبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه وخازم بن محمد ورحل إلى المشرق بعد الخمسمائة ولقي جماعةً من العلماء ودخل بغداد وناظر هنالك الفقهاء وأخذ عن أبي بكر أحمد بن علي بن بدراق الحلواني‏.‏

وأبي بكر محمد بن طرخان والشاشي وأبي محمد القاسم بن علي الحريري البصري صاحب المقامات فأخذها عنه وجماعةً غيرهم‏.‏

وكان‏:‏ من أهل النبل والذكاء والفهم والمعرفة بالآداب واللغة والشعر وهو كان الغالب عليه وله مشاركةٌ في الفقه والحديث وأصول الديانات‏.‏

وكان فاضلاً طاهراً حليماً ثقة فيما رواه وعني به‏.‏

وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه وتوفي بإشبيلية وسط سنة سبع وعشرين وخمسمائة‏.‏

عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن مؤمل بن أبي البحر الزهري الشنترني له سماع من أبي الوليد الباجي والدلالي وأبي شاكر وابن أبي حمرا وابن القلاس وأبي الحجاج الأعلم وغيرهم‏.‏

ورحل إلى المشرق فأخذ عن كريمة المروزية وأبي معشر الطبري وأبي إسحاق الحبال‏.‏

وذكر أنه كان إذا قرئ عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكا بكاءً شديداً ولقي جماعة غير هؤلاء‏.‏

أخذ الناس عنه وسكن العدوة‏.‏

وتوفي في نحو الثلاثين وخمسمائة‏.‏

كتبه لي القاضي أبو الفضل بخطه وذكر أنه لقيه وأخذ عنه‏.‏

ومن الغرباء عيسى بن محمد بن هارون بن عتاب النسفي الأستاذ يكنى‏:‏ أبا موسى‏.‏

قدم إشبيلية تاجراً مع أبيه محمد سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة‏.‏

قرأ القراءات عن أبي طاهر الغداذي المقرئ وسمع عليه تواليفه وسمع من جماعة غيره‏.‏

وكان من أحفظ الناس لأخبار العلماء وأميزهم بالتعديل والتجريح‏.‏

وكان حنفي المذهب ثقة فيما رواه‏.‏

وصفه بذلك أبو سعيد الخليل البستي وكان قد عرفه ببلده وكان مولده سنة تسع عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد ابن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري‏.‏

قدم على محمد بن عباد إشبيلية بتأليف ألفه له في معنى التاريخ‏.‏

يقول فيه‏:‏ حدث جدي رحمه الله بكذا ووجدت في كتبه كذا ورويت بسندي إليه كذا‏.‏

عيسى بن سعادة الزاهد الفقيه‏:‏ من أهل سجلماسة يكنى‏:‏ أبا موسى‏.‏

كان‏:‏ من كبار أهل العلم وفضلائهم وله رواية بالأندلس عن أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم ورحل إلى المشرق وصحب في رحلته أبا الحسن القابسي وأبا محمد الأصيلي ولقي معهما حمزة بن محمد الكناني وغيره‏.‏

وكان أبو الحسن القابسي يقول في بعض المسائل‏:‏ هذه المسألة قال فيها عيسى بن سعادة الذي لم يرض أن يتكلم في مسألة قط حتى يتقنها كذا‏.‏

وكذا‏.‏

وقد أخذ عنه أبو محمد بن أبي زيد الفقيه وغيره من كبار العلماء رحمهم الله‏.‏

عامر بن محمد بن عبد الملك الأصبحي‏:‏ من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا القاسم‏.‏

روى عن أبو جعفر بن عون الله وعن أبي عيسى الليثي وعن أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري وأبي عبد الله بن مفرج وأبي بكر بن مجاهد وغيرهم‏.‏

حدث عنه أبو مروان الطبني بكثير من روايته‏.‏

عامر بن إبراهيم بن عامر بن عمروس الحجري‏:‏ من أهل قرطبة‏.‏

سكن طليطلة يكنى‏:‏ أبا عبيدة‏.‏

روى عن أبي القاسم الوهراني وأبي عمر بن أبي الحباب وقاسم بن محمد ومحمد بن خليفة وغيرهم روى عنه أبو الحسن بن الإلبيري المقرئ وقال‏:‏ كان حليماً وقوراً يجلس في مسجده للرواية غدوة ويتصرف في معاشه داخل نهاره ثم ينصرف إلى مسجده عشاءً فربما قرئ عليه وإلا كتب‏.‏

وكان سنياً مقتدياً بشيوخه ومن لقي من خيار بلده وأخبرني أنه ولد في المحرم لعشر خلون من سنة سبعين وثلاث مائة‏.‏

وحدث عنه أيضاً أبو المطرف بن البيروله وقال‏:‏ كان شيخاً فاضلاً حاسباً كاتباً إمام مسجد ابن ذنى القاضي بالحزام من طليطلة‏.‏

سمع الناس منه ومات بعد سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مائة‏.‏

عامر بن خليفة الأزدي‏:‏ من أهل دانية يكنى‏:‏ أبا محمد‏.‏

كان راوية للعلم وفقيهاً بصيراً بالشروط والعقود‏.‏

وتوفي قريباً من الستين والأربع مائة‏.‏

ذكره ابن مدير‏.‏

من اسنه عباس عباس بن غيث بن عقبة الهمداني‏:‏ من إقليم البصل عمل إشبيلية يكنى‏:‏ أبا القاسم‏.‏

ويعرف‏:‏ بابن السقا‏.‏

كان صاحباً لأبي بكر بن زهر في سماعه من الشيوخ بقرطبة وغيرها‏.‏

وكانت له عناية بالعلم وعلم الحديث والرأي وشوور بجهته‏.‏

وكان من أهل الثقة والدين‏.‏

ذكره أبو محمد بن خزرج‏:‏ توفي بإشبيلية سنة أربع عشرة وأربع مائة‏.‏

وكان مولده سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة‏.‏

عباس بن يحيى بن قرلمان اللخمي‏:‏ من أهل إشبيلية يكنى‏:‏ أبا روى بقرطبة وإشبيلية عن شيوخها وكان بارعاً في الآداب شاعراً مطبوعاً ذا حظٍّ صالح من الحديث والرأي والأخبار‏.‏

وكان ثقة ثبتاً‏.‏

وتوفي سنة ستٍّ وعشرين وأربع مائة‏.‏

وكان مولده في حدود سنة خمسين وثلاث مائة‏.‏

ذكره ابن خزرج‏.‏

وأخذ عنه أيضاً أبو عمر بن عبد البر‏.‏

عباس بن أحمد بن بشتغر الباجي يكنى‏:‏ أبا القاسم‏.‏

حدث عن خلف بن هاني القلساني وغيره حدث عنه أبو عبد الله بن شق الليل الحافظ وقال‏:‏ قدم علينا طليطلة وأجاز لنا ما رواه‏.‏

وحدث عنه أيضاً قاسم بن إبراهيم الخزرجي‏.‏

من اسنه عبيد في الغرباء عبيد بن يزيد بن مختار الأسدي الجدي أبو نعيم‏.‏

قدم إشبيلية تاجراً سنة عشرين وأربع مائة‏.‏

وكان ثقة قديم الطلب حافظاً متجولاً في الأمصار أدرك بمصر أبا إسحاق بن شعبان ونظراءه‏.‏

وروى عن جماعة بالحجاز واليمن وغيرهما‏.‏

ذكره ابن خزرج وقال‏:‏ ذكر لنا أن مولده سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاث مائة‏.‏

عبيد بن علي بن عبيد الأزدي السوسي‏.‏

رحل من القيروان إلى الأندلس وصحب أبا القاسم السيوري وغيره‏.‏

وسكن المرية زماناً ثم رحل إلى أبي عمر بن عبد البر فسمع منه كثيراً‏.‏

وتوفي في عشرة الستين والأربع مائة‏.‏

ذكره ابن مدير وحضر وفاته‏.‏

من اسنه العلاء العلاء بن أبي المغيرة عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد ابن حزم بن غالب الفارسي‏:‏ من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا الخطاب‏.‏

ذكره الحميدي وقال‏:‏ كان من أهل العلم والأدب والذكاء والهمة العالية في طلب العلم كتب بالأندلس فأكثر ورحل إلى المشرق فاحتفل في الجمع والرواية‏.‏

ودخل بغداد وحدث عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكرياء الزهري المعروف بابن الافليلي النحوي وعن أبي الحسن محمد بن الحسين النيسابوري الطفال وعن محمد ابن الحسين بن بقا المصري بن بنت عبد الغني بن سعيد‏.‏

وسمع من الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ منه وأخرج عنه في غير موضع من مصنفاته‏.‏

ومات في رجوعه عند وصوله إلى الأندلس بعد الخمسين والأربع مائة‏.‏

وهذا البيت بيت جلالة وعلم ورياسة وفضل كثير‏.‏

أخبرنا القاضي أبو بكر عن أبي محمد جعفر بن أحمد السراج البغداذي قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر ثابت الخطيب قال‏:‏ أخبرني العلاء بن أبي المغيرة الأندلسي أنا علي ابن بقا الوراق قال‏:‏ أنا عبد الغني بن سعيد الأزدي نا محمد بن بكر بن المنتاب قال‏:‏ سمعت إسماعيل القاضي قال‏:‏ دخلت يوماً على يحيى بن أكثم وعنده قوم يتناظرون في الفقه وهم يقولون‏:‏ قال أهل المدينة فلما رآني مقبلاً قال‏:‏ قد جاءت المدينة‏.‏

وحدث أبو الخطاب بقرطبة أيضاً قبل رحلته عن أبي محمد مكي بن أبي طالب وأبي عبد الله بن عابد وأبي القاسم حاتم بن محمد وغيرهم‏.‏

وأجاز لجماهر بن عبد الرحمن ما رواه بخطه‏.‏

وذكر ابن حيان أن أبا الخطاب هذا امتحن في رحلته بضروب من المحن لم تسمع لأحد قبله‏.‏

وذكر أنه جمع من الكتب الغريبة ما لم يجمعه أجد وقال‏:‏ توفي بالمرية في انصرافه من المشرق يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال من إلى أربع وخمسين وأربع مائة‏.‏

ومكث بالمرية من وقت خروجه من البحر أحد عشر يوماً ومولده لستٍّ بقين من ذي الحجة من سنة إحدى وعشرين وأربع مائة‏.‏

وكانت سنه ثلاثاً وثلاثين سنة وأقام في رحلته الكريمة ثمانية أعوام وتسعة أشهر وستة عشر يوماً‏.‏

ومن الغرباء العلاء بن الحارث بن كثير بن عباد بن العلاء الحضرمي الدمشقي يكنى‏:‏ أبا وهب‏.‏

قدم الأندلس تاجراً من أهل ابنه كثير سنة تسع وعشرين وأربع مائة‏.‏

روى عن أبيه وعن جماعة سواه بالشام ومصر والحجاز والعراق وحدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال‏:‏ ذكر لنا أن مولده سنة ست وخمسين وثلاث مائة‏.‏

ومن تفاريق الأسماء عمرو بن عثمان بن خطار بن بشير بن عمرو بن يزيد بن روق بن رفاعة ابن سعيد بن عبد الملك الذي جاز مع طارق بن زياد وموسى بن نصير الأندلس يعرف‏:‏ بعبد الرزاق‏.‏

من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا حفص‏.‏

أخذ عن أبي الحسن علي بن عبيد مختصره في الفقه وعن أبي عبد الله محمد ابن عمرو بن عيشون غير ما شيء‏.‏

قرأت ذلك بخط أبي إسحاق بن شنظير وقال‏:‏ مولده في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة‏.‏

وكان سكناه بقرب مسجد السيدة وهو إمام مسجد ياسر‏.‏

وروى عنه أيضاً أبو حفص الزهراوي وذكر أنه كان عالي الإسناد‏.‏

وحدث عنه أيضاً أبو عمر بن سميق وقال‏:‏ توفي بقنتيش سنة أربع مائة‏.‏

لون بن أحمد بن عسلون‏:‏ من أهل طليطلة يكنى‏:‏ أبا الأصبغ‏.‏

روى عن أبي بكر بن وسيم وعبد الرحمن بن عيسى ومحمد بن سميون وغيرهم‏.‏

حدث عنه الصاحبان وقالا‏:‏ كان رجلاً صالحاً مستوراً جالسناه وصحبناه ولزم الانقباض والخمول ولم تزل أحواله صالحة إلى أن توفي رحمه الله‏.‏

وكان مولده سنة عشرين وثلاث مائة‏.‏

عطية بن سعيد بن عبد الله يكنى‏:‏ أبا محمد‏.‏

أندلسي حافظ سمع بالأندلس من أبي محمد الباجي وطبقته وخرج منها قبل الأربع مائة‏.‏

ذكر ذلك الحميدي وقال‏:‏ أخبرني أبو محمد القيسي أنه طاف بلاد المشرق سياحة وانتظمها سماعاً وبلغ ما وراء النهر ثم عاد إلى نيسابور وأقام بها مدة وكان يتقلد مذهب الصوفية والتوكل ويقول بالإيثار ولا يمسك شيئاً‏.‏

وكان له حظ من الناس وقبول وعاد إليه أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي حتى ضاق صدر أبي عبد الرحمن‏.‏

ثم عاد بغداد‏:‏ هذا معنى قول القيسي‏.‏

وقال لنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب‏:‏ قدم عطية بن سعيد بغداد فحدث بها عن زاهر بن أحمد السرخسي وعبد الله بن محمد بن خيران القيرواني وعلى ابن الحسن الأذني‏.‏

حدثني عنه أبو الفضل عبد العزيز بن المهدي الخطيب وقال لي‏:‏ كان عطية زاهداً وكان لا يضع جنبه على الأرض وإنما ينام محتبياً‏.‏

قال أبو الفضل ومات سنة ثلاث وأربع مائة فيما أظن‏.‏

هذا آخر كلام الخطيب‏.‏

قال لي أبو محمد الحفصوني‏:‏ ثم خرج عطية من بغداد إلى مكة فأخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي قال‏:‏ لقيت عطية الأندلسي ببغداد وصحبته وكان من الإيثار والسخاء والجود بما معه على أمر عظيم يقتصر من لباسه على فوطة ومرقعة ويوثر بما سوى ذلك‏.‏

وكان قد جمع كتباً حملها على بخاتي كثيرة‏.‏

قال عبد العزيز‏:‏ فرافقته وخرجنا معاً على الياسرية وليس معه إلا وطاؤه وركوته ومرقعته عليه‏.‏

قال‏:‏ فعجبت من حاله ولم أعارضه فبلغنا على المنزل الذي نزل فيه الناس وذهبنا نتخلل الرفاق ونمر على النازلين فإذا شيخ خراساني له أبهةٌ وهو جالس في ظل له وحوله حشم كثير قال‏:‏ فدعاه وكلمنا بالعجمية وقال لنا انزلوا‏.‏

فنزلنا وجلسنا عنده فما أطلنا الجلوس حتى كلم بعض غلمانه فأتى بالسفرة فوضعها بين أيدينا وفتحها واقسم علينا فإذا فيها طعامٌ كثير وحلاوة حسنة فأكلنا وقمنا‏.‏

قال عبد العزيز‏:‏ فلم يزل على هذه الحال يتفق لنا كل يوم من يدعونا ويطعمنا ويسقينا على أن وصلنا على مكة وما رأيته حمل من الزاد قليلاً ولا كثيراً‏.‏

قال‏:‏ وقرئ عليه بمكة صحيح البخاري روايته عن إسماعيل بن محمد الحاجي عن الفربري عن البخاري‏.‏

وكان أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي هو الذي يقرؤه عليه‏.‏

قال أبو محمد‏:‏ فقال لي أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجتاني الحافظ كان أبو العباس إذ قرأ ربما توقف في قراءته فكان عطية يبتدي فيقول‏:‏ هذا فلان بن فلان ويذكر بلده وموصفه وما حضره من ذكره فكان من حوله يتعجبون من ذلك‏.‏

قال‏:‏ وتوفي‏:‏ بمكة سنة ثمانٍ أو تسع وأربع مائة‏.‏

وكان له في تجويز السماع فكان كثير من المغاربة يتحامونه من أجل ذلك قال أبو محمد‏:‏ وله تصانيف رأيت منها كتاباً جمع فيه طرق حديث المغفر ومن رواه عن مالك بن أنس في أجزاء كثيرة إلا أنه عول في بعضها على لاحق بن الحسن‏.‏

هذا آخر كلام أبي محمد‏.‏

قال الحميدي‏:‏ وسمعت أبا غالب يقول‏:‏ سمعت عطية بن سعيد يقول‏:‏ سمعت القاسم بن علقمة الأبهري يقول‏:‏ سمعت أحمد بن الحسن الرازي يقول‏:‏ سمعت محمد ابن هارون يقول‏:‏ سمعت أبا دجانة يقول‏:‏ سمعت ذا النون المصري يقول‏:‏ أقلل صبري فيك وهو كثير وأزجر دمعي عنك وهو غزير وعندي دموع لو بكيت ببعضها لفاضت بحور بعدهن بحور قبور الورى تحت التراب وللهوى رجالٌ لهم تحت الثياب قبور وذكره أبو عمرو المقرئ في كتاب طبقات المقرئين له فقال‏:‏ عطية بن سعيد بن عبد الله الصوفي القفصي سكن مصر يكنى‏:‏ أبا محمد‏.‏

أخذ القراءة عن جماعة من شيوخنا عرض بالأندلس على علي بن محمد بن بشر وبمصر على عبد الله بن الحسين وغزوان بن القاسم ومحمد بن صبغون وغيرهم‏.‏

ودخل الشام والعراق وطاف الأمصار وكتب شيئاً كثيراً من الحديث ولقي أعداداً من الشيوخ‏.‏

وكان ثقة كثير الكتب صحيح السماع‏.‏

كتب معنا بمكة عن أحمد إبراهيم ابن فراس وأحمد بن مت البخاري ولم يكن من أهل الضبط للقراءات ولا الحفظ للحروف وانتقل من مصر إلى مكة‏.‏

وتوفي بها بعد أن أقرأ وحدث أعوماً سنة سبع وأربع ومائة‏.‏

عمران بن عبد ربه بن غزلون المعافري‏.‏

من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا سعيد‏.‏

روى عن أبي عيسى الليثي وأبي محمد الأصيلي وغيرهما‏.‏

وهو اختصر كتاب الدلائل للأصيلي‏.‏

وكان شيخاً صالحاً ثقة فيما رواه‏.‏

حدث عنه أبو حفص الزهراوي والطبني وقال‏:‏ توفي‏:‏ سنة إحدى وعشرين وأربع مائة‏.‏

عريب بن محمد بن مطرف بن عريب‏:‏ من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا مروان‏.‏

له سماع بالمشرق على أبي الحسن بن جهضم بمكة‏.‏

وكان من أهل الأدب‏.‏

والمعرفة حسن الإيراد للأخبار واستقضى في الفتنة على كورة ريه وقتل خطأ على باب داره في ربيع الآخر من سنة تسع وأربع مائة‏.‏

ودفن بمقبرة أم سلمة‏.‏

ذكر وفاته ابن حيان‏.‏

عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن أفلح بن الحسين بن يحيى بن سعيد ابن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي كذا نسبه أبو الوليد بن الفرضي في كتاب طبقات الشعراء له‏:‏ ويعرف بابن ماء السماء الأديب‏:‏ من أهل قرطبة يكنى‏:‏ أبا بكر‏.‏

أخذ عن أبي بكر الزبيدي وغيره‏.‏

وكان شاعراً مقدماً أخذ عنه الأديب أبو محمد غانم بن وليد المالقي قال ابن حيان‏:‏ وتوفي عبادة في شوال سنة تسع عشرة وأربع مائة بمالقة‏.‏

عتبة بن عبد الملك بن عاصم المقرئ العثماني أندلسي يكنى‏:‏ أبا الوليد‏.‏

رحل فقرأ بمصر على أبي أحمد عبد الله بن حسنون البغدادي المقرئ قراءة حفص وسمع أبا الطيب بن غلبون المقرئ كان سماعه سنة أربع وثمانين وثلاث مائة‏.‏

ودخل بغداد فحدث بها عن أبيه وعمن ذكرنا‏.‏

ومات في رجب سنة خمس وأربعين وأربع مائة‏.‏

ذكره الحميدي وقال‏:‏ كذا قال لي أبو الفضل أحمد بن الحسن المعدل وقال‏:‏ كان رجلاً صالحاً وقد كتبت عنه‏.‏

العاصي بن خلف بن محرز المقرئ‏:‏ من أهل إشبيلية يكنى‏:‏ أبا الحكم‏.‏

كان‏:‏ من أهل المعرفة بالقراءات وطرقها وجمع فيها كتاباً سماه بكتاب التذكرة في القراءات السبع وكتاب التهذيب‏.‏

وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا‏.‏

وقال لي بعضهم توفي سنة سبعين وأربع مائة‏.‏

روى عن أبي بكر محمد بن الغراب وأبي عمرو السفاقسي وأبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ وغيرهم‏.‏

وكان‏:‏ من أهل المعرفة بالآداب واللغات‏.‏

ضابطاً لهما مع خير وفضل وثقة فيما رواه أخبرنا عنه أبو محمد بن السيد بجميع ما رواه‏.‏

وتوفي رحمه الله سنة أربع وتسعين وأربع مائة‏.‏

عتيق بن محمد بن أحمد بن عبد الحميد الأنصاري‏:‏ من أهل دانية‏:‏ يكنى‏:‏ أبا بكر‏.‏

روى عن أبي داود المقرئ وطاهر بن مفوز وأبي الوليد الوقشي وأبي الحسن المقرئ وأبي علي الغساني وأبي علي بن سكرة وغيرهم‏.‏

وتولى الصلاة والخطبة بجامع دانية وكان خيراً فاضلاً راوية للعلم‏.‏

كتب بخطه علماً كثيراً وقيده وكان ثقة فيما رواه وأخبرنا عنه صاحبنا أبو عمرو وأثنى عليه‏.‏

عياش بن الخلف بن عياش بن مخراش المقرئ‏:‏ بطليوسي سكن إشبيلية يكنى‏:‏ أبا بكر‏.‏

روى القراءات عن أبي عبد الله المغامي المقرئ‏.‏

وكان من حذاق أصحابه وتصدر للإقراء بإشبيلية وأخذ الناس عنه وتوفي سنة عشرة وخمسمائة‏.‏

عون الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عون الله المقرئ بالمسجد الجامع بقرطبة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

قرأ على أبي عبد الله الطرفي المقرئ وعليه عول أخذ الناس عنه وكان يستخلف على الخطبة بجامع قرطبة‏.‏

وتوفي سنة عشر وخمس مائة‏.‏

عباد بن سرحان بن مسلم بن سيد الناس المعافري‏:‏ من أهل شاطبة يكنى‏:‏ أبا الحسن‏.‏

سكن العدوة‏.‏

روى ببلده قديماً عن أبي الحسن طاهر بن مفوز وغيره‏.‏

ورحل إلى المشرق وحج ولقي بمكة أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري وسمع منه‏.‏

ودخل بغداد وسمع بها من أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وأبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبي بكر محمد بن طرخان وغيرهم‏.‏

وأجاز له أبو عبد الله الحميدي‏.‏

وقدم قرطبة في سنة عشرين فسمعنا منه وأجاز لنا وكانت عنده فوائد وكان يميل إلى مسائل الخلاف ويدعي معرفة الحديث ولا يحسنه عفى الله عنه‏.‏

أنشدنا أبو الحسن من كتابه قال‏:‏ أنشدنا أبو بكر بن طرخان ببغداد قال‏:‏ أنشدنا أبو منصور محمد بن أحمد بن مهران الفارسي قال‏:‏ أنشدنا أبو القاسم الأقسامي الشريف بالكوفة‏:‏ أخٌ لي لم يلده أبي وأمي تراه الدهر مغموماً بغمي يقاسمني سروري كل حين ويأخذ عند همي شطر همي فلو أحدٌ من الأقدار يفدى إذاً لفديته بدمي ولحمي وكان مولده سنة أربع وستين وأربع مائة‏.‏

وتوفي بالعدوة في نحو سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة‏.‏

ومن الغرباء‏:‏ في هذا الباب العز بن محمد بن تقنه يكنى‏:‏ أبا تميم وأصله من العدوة‏.‏

أخذ بقرطبة عن أبي القاسم بن الإفليلي كثيراً من كتب اللغة والآداب‏.‏

وكان حافظاً لهما مقدماً في معرفتهما وقد أخذ الناس عنه وتوفي سنة ثمان وثمانين وأربع مائة‏.‏

عياض بن موسى بن عياض اليحصبي‏:‏ من أهل سبتة يكنى‏:‏ أبا قدم الأندلس طالباً للعلم فأخذ بقرطبة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن علي بن حمدين وأبي الحسين سراج بن عبد الملك بن سراج وعن شيخنا أبي محمد بن عتاب وغيرهم‏.‏

وأجاز له أبو علي الغساني ما رواه‏.‏

وأخذ بالمشرق عن القاضي أبي علي حسين ابن محمد الصدفي كثيراً وعن غيره‏.‏

وعني بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم وجمع من الحديث كثيراً وله عنايةٌ كثيرة به واهتمام بجمعه وتقييده وهو من أهل التفنن في العلم والذكاء واليقظة والفهم واستقضى ببلده مدة طويلة حمدت سيرته فيها ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة فلم يطل أمده بها وقدم علينا قرطبة في ربيع الآخر سنة وثلاثين وخمسمائة‏.‏

فأخذنا عنه بعض ما عنده وسمعته يقول‏:‏ سمعت القاضي أبا علي حسين بن محمد الصدفي يقول‏:‏ سمعت الإمام أبا محمد التميمي ببغداد يقول‏:‏ ما لكم تأخذون العلم عنا وتستفيدونه منا ثم لا تترحمون علينا‏!‏ فرحم الله جميع من أخذنا عنه من شيوخنا وغفر لهم‏.‏

ثم كتب إلي القاضي أبو الفضل بخطه يذكر أنه ولد في منتصف شعبان من سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة‏.‏

وتوفي رحمه الله بمراكش مغرباً عن وطنه وسط سنة أربع وأربعين وخمسمائة‏.‏